لا يخفى على أحد الطفرة التكنولوجية الهائلة التي شهدها العالم مؤخرًا، ما دفعنا إلى التفكير في كيفية مواكبة تلك التغيرات والتعرف على التوجهات التي ستحكم مستقبلنا. لم يعد طلب الطعام عبر الوسائل الرقمية مجرد موجة عابرة فحسب خلال سنوات الجائحة، بل أصبح أمرًا واقعًا جديدًا يفرض نفسه يومًا بعد يوم. فمنذ حلول جائحة كورونا، اكتسبت رقمنة الصناعات زخمًا كبيرًا، وكان لزامًا على المطاعم أن تلحق بهذا السباق. ويحظى توجّه طلب الطعام عبر الوسائل الرقمية بشعبية كبيرة ليس بين رواد المطاعم فحسب، بل يمتد أيضًا إلى عالم الضيافة، ما دفع المطاعم للسعي إلى استبدال القوائم الورقية بقوائم الطعام ذات الصيغة الرقمية. ونحاول من خلال هذه المدونة الوقوف على توجّهات طلب الطعام عبر الوسائل الرقمية لعام 2023، والتي يجب على المطاعم النظر إليها بعين الاعتبار. هيا بنا نلقي نظرة.
سيستمر توجّه تناول الطعام بدون تعامل مباشر مع البائع في فرض نفسه على الواقع وستزداد سطوته أكثر من ذي قبل. على الرغم من توفّر اللقاحات، إلا أنّ العالم لم يعُد بمأمن عن متحورات جديدة لفيروس كورونا (كوفيد-19)، فالشعوب غير مستعدة لتحمل مزيد من المخاطر. ستصبح الخدمة بالمطاعم بدون تلامس على نطاق كبير، وستنفق المطاعم مزيدًا من الاستثمارات في أدوات مثل القوائم الرقمية للمطاعم في الإمارات العربية المتحدة التي يمكن تنزيلها عبر الأجهزة الرقمية. تشتمل قوائم رمز الاستجابة السريعة (QA) الآن على نوافذ للدفع وذلك لتقليل الاتصال قدر الإمكان. في المستقبل، سيتطلع كل من المطاعم والعملاء إلى الحصول على حلول رقمية كاملة بدون تلامس، والتي من شأنها أن تقلل من تدخل طاقم الانتظار تمامًا.
سيحتل طلب الطعام عبر الوسائل الرقمية كل مكان في الصناعة بأساليب مختلفة. وسيفضل العملاء قائمة رقمية في المطعم تقدم لهم خدمة سريعة دون متاعب، وبالمثل سيرغبون أيضًا في الوصول إلى تطبيق قائمة رمز الاستجابة السريعة (QR)، والذي يُمكنهم استخدامه لطلب الطعام من المنزل في حالة وجود ضيوف. سيشهد هذا العام أيضًا طلبًا متزايدًا على تطبيقات توصيل الطعام، ما يعني أن المطعم ينبغي أن يؤمّن وجوده الرقمي. حيث إن التواجد الرقمي القوي يعود على النشاط بمزيد من الأرباح.
سيكون تنوع خيارات الطعام من الأمور التي ينبغي على المطاعم الاهتمام بها الآن. فتفضيلات الطعام تتغير من حين لآخر، وهناك طلب متزايد على خيارات الأطعمة النباتية والصحية والنظيفة. كما يبحث العملاء أيضًا عن معلومات تتعلق بالمكونات، كما يتزايد الطلب على المكونات العضوية. لذا ينبغي على المطاعم التي تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات أن تواكب المتطلبات الحديثة للعملاء. وينبغي ألا تقتصر هذه الشمولية على خيارات الطعام، بل يجب أن تمتد أيضًا إلى إصدار قائمة الطعام الرقمية. ينبغي أن تتوفّر القائمة الرقمية بلغات متعددة، حتى يتسنى للعملاء من خلفيات عرقية مختلفة قراءة القائمة بلغتهم الخاصة. فكلما كانت الخدمة أكثر شمولاً، زادت فرص النجاح.
بمرور الوقت، ستصبح التكنولوجيا الرقمية مصدر جذب للعملاء والمطاعم على حد سواء. فقد أصبحت القوائم الرقمية للمطاعم في الإمارات العربية المتحدة الآن أداة أساسية، ومع ذلك فقد بدأوا أيضًا في الاستثمار في أدوات رقمية أخرى ستسمح لهم بتبسيط عملياتهم. في مرحلة ما بعد الجائحة، برزت بعض المشاكل مثل نقص العمالة؛ بينما يتم تشديد إرشادات السلامة فقط بالتزامن مع ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا (كوفيد-19). ستحتاج المطاعم إلى أدوات رقمية لإدارتها، علاوة على نظام نقاط بيع سحابي، والذي سيساعد أصحاب المطاعم على إدارة عمليات المطعم بكل سلاسة، علاوة على إدارة المخزون ومعالجة الطلبات بشكل أسرع من ذي قبل. باختصار شديد، سيصبح نظام المطاعم آليًا بشكل متزايد لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتقليل تكاليف التشغيل، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات.
كانت المطاعم في السابق مجرد مكان يذهب إليه العملاء بناءً على تقييمها الجيد. إلا أنّ قطاع المطاعم يشهد ثورة كبيرة في مرحلة ما بعد فيروس كورونا (كوفيد-19)، وعلى عكس ما كان عليه الحال من قبل، سيبدأون الآن في مد جسور الترابط مع عملائهم. ستدُشّن المطاعم تطبيق قائمة رمز الاستجابة السريعة (QR) الخاص بها لتسريع وتيرة الخدمة بالمطعم، وتعزيز الطلبات عبر الإنترنت، وتعزيز الولاء للعلامة التجارية. وسينصب التركيز أيضًا على تطوير قاعدة من العملاء المخلصين، وتعزيز تواجد المطاعم عبر الإنترنت. وستستخدم المطاعم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع عملائها. وسيوفرون أيضًا برامج ولاء العملاء، ومكافآت الإحالة لضمان ولاء العملاء وترددهم على المطعم بشكل دائم.
كانت هذه بعض التوجهات المتوقع حدوثها هذا العام. سيزداد الاعتماد على التكنولوجيا بشكل أقوى بمرور الوقت. لذلك إذا لم تكن قد أنشأت قائمة طعامك الرقمية حتى الآن، فقد حان الوقت للاتصال بـ eMenu والتخطيط لرحلتك الرقمية المبهرة.